الميزان
في تفسير القرآن
سورة التكوير 15 - 29 فَلا أُقْسِمُ بِالخُْنّسِ (15) الجَْوَارِ الْكُنّسِ (16) وَ الّيْلِ إِذَا عَسعَس (17) وَ الصبْح إِذَا تَنَفّس (18) بيان قوله تعالى: «فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس» الخنس جمع خانس كطلب جمع طالب، و الخنوس الانقباض و التأخر و الاستتار، و الجواري جمع جارية، و الجري السير السريع مستعار من جرى الماء، و الكنس جمع كانس و الكنوس دخول الوحش كالظبي و الطير كناسة أي بيته الذي اتخذه لنفسه و استقراره فيه. و تعقب قوله: «فلا أقسم بالخنس» إلخ بقوله: «و الليل إذا عسعس و الصبح إذا تنفس» يؤيد كون المراد بالخنس الجوار الكنس الكواكب كلها أو بعضها لكن صفات حركة بعضها أشد مناسبة و أوضح انطباقا على ما ذكر من الصفات المقسم بها: الخنوس و الجري و الكنوس و هي السيارات الخمس المتحيرة: زحل و المشتري و المريخ و الزهرة و عطارد فإن لها في حركاتها على ما تشاهد استقامة و رجعة و إقامة فهي تسير و تجري حركة متشابهة زمانا و هي الاستقامة و تنقبض و تتأخر و تخنس زمانا و هي الرجعة و تقف عن الحركة استقامة و رجعة زمانا كأنها الوحش تكنس في كناسها و هي الإقامة. و قيل: المراد بها مطلق الكواكب و خنوسها استتارها في النهار تحت ضوء الشمس و جريها سيرها المشهود في الليل و كنوسها غروبها في مغربها و تواريها.
مجمع
البيان
سورة التكوير فَلا أُقْسِمُ بِالخُْنّسِ (15) الجَْوَارِ الْكُنّسِ (16) وَ الّيْلِ إِذَا عَسعَس (17) وَ الصبْح إِذَا تَنَفّس (18) اللغة الخنس جمع خانس و الكنس جمع كانس و أصلهما الستر و الشيطان خناس لأنه يخنس إذا ذكر الله تعالى أي يذهب و يستتر و كناس الطير و الوحش بيت يتخذه و يختفي فيه و الكواكب تكنس في بروجها كالظباء تدخل في كناسها و عسعس الليل إذا أقبل من أوله و أظلم و عسعس إذا أدبر و هو من الأضداد قال علقمة بن قرط: المعنى ثم أكد سبحانه ما تقدم بالقسم فقال «فلا أقسم» أي فأقسم و لا زائدة و قد ذكرنا اختلاف العلماء فيه عند قوله «لا أقسم بيوم القيامة» «بالخنس» و هي النجوم تخنس بالنهار و تبدو بالليل و «الجوار» صفة لها لأنها تجري في أفلاكها «الكنس» من صفتها أيضا لأنها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها و هي خمسة أنجم زحل و المشتري و المريخ و الزهرة و عطارد و قيل معناه أنها تخنس بالنهار فتختفي و لا ترى و تكنس في وقت غروبها فهذا خنوسها و كنوسها و قيل هي بقر الوحش عن ابن مسعود و قيل هي الظباء عن ابن جبير «و الليل إذا عسعس» أي إذا أدبر بظلامه |