الاعجاز القرآني بين القمري والشمسي

 

 

فهد عامر الاحمدي

E.mail:fwf966@hotmail.com



هذا هو اليوم الاول من العام الهجري الجديد. وهو يوافق السادس والعشرين من الشهر الثالث من عام 2001.وهذا الاختلاف (بين التقويمين الهجري والميلادي) امر متوقع واعتدنا عليه.. ولكن هل نعرف له سببا!!؟

.. قبل الحديث عن السبب دعونا نُشِرء الى ان كثيرا من الناس يخلطون بين التاريخ الميلادي والتقويم الشمسي؛ فالتاريخ الميلادي هو اتفاق جماعي ينطلق من حدث تاريخي معين (هو ميلاد المسيح عليه السلام). في حين ان التقويم الشمسي ظاهرة فلكية ثابتة (يعتمد عليها التاريخ الميلادي) وتساوي الفترة التي يستغرقها دوران الارض حول الشمس!!

وهكذا حين نقول ان التقويم الشمسي اكثر انتظاما وثباتا من التقويم القمري فاننا لا نتحدث ولا نروج للتقويم الميلادي (كما قد يتبادر للاذهان).. فالتقويم الشمسي دورة فلكية دقيقة وجدت منذ بدء الخليقة ويمكن بواسطتها تحديد مظاهر طبيعية كثيرة كانتهاء المواسم وحلول الابراج ونضوج الثمار وبدء التزاوج لدى الحيوانات..

* اما التاريخ الميلادي فجهد بشري واتفاق جماعي بالكاد تجاوز عمره الفي عام.. بل ان التاريخ الميلادي ذاته لم يصبح منتظما ودقيقا الا بعد ان (واءم نفسه) مع التقويم الشمسي؛ فأيام الامبراطورية الرومانية كانت السنة تحسب على انها 360يوما في حين ان السنة الفعلية هي 365يوما (الفترة التي يستغرقها دوران الارض حول الشمس). وهذا التفاوت يعني نقصا قدره خمسة ايام في العام وشهر كل ست سنوات. ولتلافي النقص الحاصل في كل عام اصدر يوليوس قيصر قرارا بزيادة عدد الايام في بعض الاشهر (حتى وصلت الى 31يوما). وفي عام 1582اصدر البابا جريجوري قرارا تكميليا لكي يتطابق التاريخ الميلادي مع التقويم الشمسي بشكل كامل ونهائي وبسبب هذا التطابق الكبير اصبحنا نخلط بين التقويم الشمسي (الذي كان آباؤنا يعتمدون عليه في الغرس والحصاد) وبين التاريخ الميلادي (الذي اتخذ صبغة عالمية)!!

* اما بالنسبة للتقويم الهجري فيعتمد على الاشهر القمرية التي تنتهي ناقصة قبل نهاية السنة الفعلية بأحد عشر يوما. هذه (الاحد عشر يوما) هي الفرق بين السنة القمرية والشمسية وبين التقويم الميلادي والهجري. وبسبب تراكمها السنوي تأتي المواسم الاسلامية (كرمضان والحج) في توقيت متغير ومناخ متفاوت عاما بعد عام..

* الاعجاز الذي اريد التحدث عنه ان هذه (الاحد عشر يوما) تتراكم باستمرار حتى تصبح ثلاثة اعوام في كل قرن ميلادي بمعنى ان كل 103سنوات هجرية تساوي 100سنة ميلادية. اما خلال ثلاثة قرون فيتراكم الفرق بحيث ان كل 309سنوات هجرية تساوي 300سنة ميلادية (اتفقنا)!!

.. والآن اقرأ معي ما جاء عن اصحاب الكهف في قوله تعالى {ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا} ولاحظ ان الآية الكريمة اضافت تسع سنوات (منفصلة) بعد الثلاثمائة الاولى. وهذا يعني ان اصحاب الكهف لبثوا في نومهم ثلاث مائة سنين بالتقويم الميلادي الشمسي {وازدادوا تسعا} لمن اراد حسابهن بالتقويم القمري الهجري..

ما يثير الدهشة اكثر ان قصة اهل الكهف حدثت قبل ظهور كلا التقويمين بوقت طويل!!!

المصدر : جريدة الرياض اليومية

بريد الاكتروني للمركز info@nojumi.org